أليس مرعباً ؟؟ و كيف لا يكون كذلك و هو نرجال اله العالم السفلي قطعة رائعة الجمال يلتقي فيها الشرق بالغرب،
تمثل الاله نرجال اله العالم السفلي و الموروث مباشرة من التراث الرافديني القديم بالإضافة إلى بعض السمات الرافدينية الواضحة في الجدارية مثل زوجي القرون الممثلة للإلوهية على رأسه بالإضافة إلى رموز العالم السفلي التي تحيط به من كل جانب فالأفاعي تمتد من قدميه و تلتف حول وسطه و تنطلق من كتفه و تحيط به و كذلك العقارب التي نراها على يمينه و شماله، يحمل في يده اليمنى فأساً تحول إلى أفعى من جهته الثانية.
اما يده الثانية فهو يمسك بها لجاما يلجم كلبا ذو رؤوس ثلاث و هنا يكمن التأثير الواضح للميثولوجيا الرومانية و اليونانية حيث أن هذا الكلب هو حارس العالم السفلي في الموروثين اليوناني و الروماني بإسم (سيربيروس) و يمكن ملاحظة وجود اسد تحت الكلب و هو ايضا من الموروث اليوناني حيث ارتبط الاسد بهرقل،
اما الوقفة فهي عربية بإمتياز مع يد مرفوعة و أخرى على السيف و في الأعلى و على رأسه نسر يمثل النصر كثيراً ما نجده في منحوتات الحضر، ننظر إلى الزي العربي و السروال من تحته بتفاصيل رائعة، نظرة مخيفة جداً عيونه الزرقاء الموجهة نحو المتلقي تلقي الرعب في النفوس، هل كانت عوامل الزمن هي من ازالت عينه الثانية ؟ أم ان الفنان تقصد إزالتها؟ في كلتا الحالتين فقد كان فقدان عينه كفيلا بإضفاء هذا الرعب على نظرته كذلك يلاحظ الشعر و اللحية المكملة للنظرة المرعبة التي يتمتع بها هذا الإله و لونهما الأحمر.
أما ما حيرني فهو ذلك الشيء الذي على يمينه ماهو؟ كثير ما نجده قرب الملوك و الآلهة في منحوتات الحضر فهل هو نوع من انواع الرايات؟
و كذلك في الخلفية نرى شكلاً انثوياً هل هي زوجته؟ إيرشكيكال؟ نشاهدها ترتدي ثوباً أحمراً و تضع على رأسها طرحة حمراء و إلى جانبيها أسدين و كذلك كانت إيرشكيكال إلى جانبها اسدين، و ترتدي نوعا من القلائد و هاهو النسر مرة أخرى فوق رأسها.
واحدة من أروع القطع و أجملها مصنوعة بعناية فائقة و بألوان متناسقة تلقي الرهبة و الخوف لمن يراها.
جدارة بطول 90 سنتيمتر
تعود إلى مملكة عربايا (الحضر) القرن الثاني قبل الميلاد.
محفوظ في المتحف العراقي
علي طالب