فوزي رشيد
في العام 1936 ولد الأستاذ فوزي رشيد في بغداد و اكمل دراسته المدرسية فيها ثم التحق بقسم التأريخ كلية الآداب جامعة بغداد عام 1960 و تتلمذ هناك على ايدي رواد علم ارآثار العراقي و على رأسهم العلامة الأستاذ طه باقر الذي يخصه الدكتور فوزي رشيد بمعزة خاصة واصفا اياه بالأب و من خلال محبة الأستاذ طه باقر لفوزي رشيد ساعده لنيل بعثة إلى جامعة هادلبرك الالمانية ليحصل منها على شهادة الدكتوراه في اللغات القديمة
ماذا حدث بعد حصوله على الدكتوراه؟
بعد حصوله على شهادة الدكتوراه في اللغات القديمة من المانيا في العام 1966 عاد الدكتور فوزي رشيد إلى العراق ليعمل ستاذا للتأريح القديم في جامعة بغداد، و بعد اكثر من عشر سنوات في التدريس انتقل ليصبح امينا للمتحف العراقي عام 1978
و استمر في هذا المنصب لمدة عشر سنوات تقريبا ليعود بعدها استاذا في جامعة بغداد، بعدها رحاله كحال اغلب علماء العراق في تلك الفترة حيث اجبرتهم ظروف الحياة إلى مغادرة العراق بحثا عن حياة افضل و هنا انتقل الدكتور فوزي رشيد إلى اليمن خلال فترة التسعينات يدرس في جامعاتها ثم في العام 1997 انتقل إلى ليبيا و ظل يتنقل بين جامعاتها و للاسف لم يلق ايضا المكان الذي يستحق فتنازلت جامعات ليبيا عن خدماته في العام 2002 لكن في نفس الوقت قدرت قيمته تونس فنتقل اليها و استمر في تونس يدرس في جامعاتها حتى العام 2010 حيث استقال الدكتور فوزي رشيد لكبر سنه و عاد إلى عائلته في ليبيا،
تكمن اهمية الدكتور فوزي رشيد في كونه واحدا من القلائل الذين اجادوا اللغة السومرية و الأكدية، و المتابع لمؤلفات الدكتور فوزي يلاحظ انه حاول ان يقدم في مؤلفاته تعاريف للحضارة العراقية تمكن قارئها من تكوين صورة عن مميزات تلك الحضارة فتلاحظ انه يحاول في مؤلفه قواعد اللغة السومرية و كذلك قواعد اللغة الأكدية التقديم لهاتين اللغتين التي من النادر ان تجد مؤلفات فيها فيحاول ان يتكلم عن نشوء اللغة ثم يتطرق إلى طريقة فك الرموز المسمارية تكوين الجملة السومرية و الاكدية ضمائرها و افعالها و كذلك يتكلم عن تاريخ السومريين في محاولة منه اعطاء فكرة بسيطة للقارئ العادي اما كتابه ظواهر حضارية و جمالية من التأريخ القديم فهو يسلط الضوء على اهم انجازات وادي الرافدين وكان الدكتور فوزي رشيد قد اصدر موسوعة اسماها بالذهبية تؤرخ لملوك وحكام العراق القديم و ضمت السلسلة الامبراطور سرجون الأكدي و الأمير جوديا و الأمبراطور حمورابي و ملك الجهات الاربع نرام سين و آبي سين آخر ملوك اور و له الكثير من الكتب منها الفكر عبر التاريخ و السياسة و الدين في العراق القديم و علم المتاحف و الشرائع العراقية القديمة و كان لكتابه الذي يؤرخ لسيرة الأستاذ العلامة طه باقر مكانة خاصة في قلب الدكتور فوزي فيلاحظ قارئ الكتاب كمية العناية التي خصها الدكتور فوزي لهذا الكتاب يقول فيه واصفا علاقته بطه باقر و مقتبسا من احدى الاعمال الرافدينية القديمة قائلا لا أب لي انت ابي لا ام لي انت امي
في العام 2011 و ابان الثورة الليبية غادر الدكتور فوزي رشيد ليبيا متوجها لبلده الذي فارقه طويلا و كأنه يعلم ان الوقت قد حان ليرتاح في البلد الذي ذاب فيه و اجبرته الظروف ان يبتعد عنه وهو مادة عمله وبحثه و لم يمض على وصوله بغداد اسبوع حتى توفى في الثالث من آذار 2011 وبهذا يفقد العراق قامة مهمة من قامات علم الآثار بعد الدكتور سامي سعيد الأحمد و الدكتور داني جورج
يذكر الاستاذ جعفر عبد المهدي ان الدكتور فوزي رشيد اخبره انه يتلذذ بدراسات العراق القديم كما يتلذذ الطفل بقطعة الحلوى، و يتذكر الاستاذ جعفر عنه انه كان يستمع اكثر مما يتكلم ان كان الحديث في غير اختصاصه في حين يستطرد في الكلام ان كان عن العراق القديم وكانت له طريقة في الحديث يجذب بها المستمع حتى انه لا يصاب بالملل لساعات