top of page

هرمز رسام

في عام 1826 بعد الميلاد ولد للأب انطوان رسام أسقف كنيسة الشرق الآشورية في الموصل هرمز.

 

نشأ هرمز رسام متأثرا بأخيه كريستيان رسام الذي كان يشغل منصب وكيل القنصل البريطاني في الموصل و الذي هو اول شرقي يدرس في جامعة اوكسفورد فتعلم هرمز الإنكليزية و كان يجيد العربية و الكلدانية و في عمر الثامنة عشر جاء هنري لايارد عالم الآثار البريطاني لينقب في الموصل و كان بأشد الحاجة لمن يعرف المنطقة و لمن له القدرة على فهم سكانها و التحدث بالإنكليزية و الأهم من ذلك شخص لديه اهتمام بالآثار فوجد ضالته في الأستاذ هرمز رسام.

 

وهكذا بدأ كلاهما العمل بالتنقيب في نينوى و نمرود إبتداءاً من 1845 و إلى 1847 و أكتشفا معا قصر الملك الآشوري سنحاريب و مكتبة صغيرة أحتوت على الألواح المسمارية

 

أعجب لايارد بمهارة رسام و ذكاءه لذلك طلب منه السفر معه إلى أنكلترا و هيء له فرصة الدراسة في جامعة اوكسفورد و هذا ما حدث فعلا بعد أكماله لدراسته في اوكسفورد عاد هرمز مع صديقه لايارد لإستكمال التنقيبات في نينوى عام 1849 و إلى العام 1851 و في نفس العام اعتزل هنري لايارد العمل في التنقيب للعمل في السياسة لكن ماذا بالنسبة لهرمز رسام ؟

 

 

رحل لايارد في العام 1851 بعد إنتهاء التنقيبات التي قام بها في نينوى و نمرود و اعتزل العمل بالتنقيب بعد أن اشتغل بالسياسة و ترك رسام خلفه و الذي لا يزال متعطشا ليكتشف المزيد، عرض عليه المتحف البريطاني العمل معه و ان يكمل التنقيبات بمفرده دون هنري لايرد فالإستاذ رسام اصبح اكاديميا وله الخبرة الكبيرة في هذا المجال كما ان الأستاذ هنري لايارد اوصى به لكن مع ذلك المتحف البرطاني لم يود أن يعطي زمام الامور لهرمز فجعل القنصل البريطاني في بغداد هنري رولنسن وصيا عليه ولكن الأستاذ هرمز لم يرجع إلى رولنسن في أي شيء بل كان يتخذ كل القرارات المصيرية بنفسه اكمل العمل في المواقع الآثارية و كان هناك بقعة شمال نينوى لم تنقب بعد و كان هرمز رسام يضع عينه عليها لكن في نفس الوقت كان المنقب الفرنسي فيكتور بلاس يمني النفس في تلك البقعة أيضا فكتب الإثنان للقنصل البريطاني رولنسن ليمنح لأحدهما الأذن في العمل فيها فكان أعطاء الأذن من قبل رولنسن للفرنسي بلاس امرا غريبا حيث ان رسام كان يعمل للمتحف البريطاني فلماذ لا يرجحه رولنسن؟

ماذا فعل رسام؟؟

 

أعطى رولسن الأذن للفرنسي بلاس للتنقيب في شمال نينوى على الرغم من ان رسام كان يريد ذلك، لذلك اتخذ هرمز قرار جريء جداً و صعب و وضع حياته المهنية كلها على المحك ... دون ان يخبر رولنسن امر رسام رجاله الشروع في التنقيب شمال نينوى ليلا دون ان يشعر بهم احد و كان رسام يؤمل نفسه بأن يقع على إكتشاف عظيم يغطي على فعلته هذه، في اول ليلة تنقيب لم يعثر الرجال إلا على بعض اللقى الصغيرة و كذا حدث في الليلة الثانية لكن الليلة الثالثة حملت البشرى..

لوحة رسمت للأستاذ هرمز رسام تطهره يرأس تنقيبات قصر اشوربانيبال

عثر احد العمال على قطعة فنية ضخمة و محفوظة بحالة جيدة ... هرع رسام للمكان و جثى على ركبتيه و حفر بيديه ليرى لاول مرة منذ اكثر من الفي عام احد مشاهد جدارية صيد الأسود.

كان شائعا لدى علماء الآثار ان من يسبق في الإكتشاف يكن له الحق في اكمال التنقيب لذلك اصبح رسام في مأمن بعد هذا الإكتشاف و وفقا لذلك العرف...

 

بعد أن إستخرج رسام تلك الجداريات الضخمة الرائعة عثر على بعض النصوص المسمارية عليها و علم انها قد تشير إلى صاحب هذا القصر لكن للأسف لم يكن يجيد المسمارية لكنه رفض ان يدع الامر يزعجه فنسخ الرموز و أرسلها إلى رولنسن الذي كان يجيد الاكدية فراسله رولنسن قائلاً:

 

" هذا قصر ابن الملك آسرحدون الملك آشوربانيبال "

و هذا اول مرة يقرأ فيه اسم الملك العظيم منذ اكثر من الفي عام، كان ذلك واحد من اهم الإكتشافات في علم الآثار

 

يا ترا لماذا كان اكتشاف رسام واحد من اهم الإكتشافات في تأريخ علم الآثار العالمي ؟
 

إبتدأ رسام إكتشافاته الآثارية من العام 1845 و حتى العام 1882 و على مدى 37 سنة قام بالكثير من الإكتشافات منها:

- معبد بناه آشورناصربال في نمرود

- اسطوانة تعود نقشت بالمسمارية تعود لآشوربانيبال في قوينجق

- باب الملك شلمنصر الثالث الفريدة و المهمة تاريخيا و المصنوعة من الخشب و البرونز

- اكتشاف ما يعتقد انه موقع الجنائن المعلقة في بابل

- قصر الملك نبوخذنصر الثاني في بورسيبا

- واحدة من اهم الإكتشافات قصر الملك اشوربانيبال و جدارياته الضخمة و مشاهد صيد الاسود

- اما أضخم إكتشاف له و الذي لا يضاهيه إكتشاف إلا القليل هو مكتبة الملك آشور بانيبال و التي ندين له بها بكل ما نعرفه من ادب العراق القديم من كلكامش إلى عشتار و مأساة تموز إلى إيتانا و المعاجم المسمارية و الكثير من الادب و اللاهوت و الإقتصاد و القانون العراقي القديم

 

لوحة رسمت للأستاذ هرمز

كما له ثلاث مؤلفات هي:

- البعثة البريطانية إلى ثودور

 

- ملك الحبشة

 

- آشور و أرض النمرود

 

بالإضافة إلى عدد من المقالات و المحاضرات

 

وغيرها من الإكتشافات التي اثارت في وقتها ضجة عالمية قدمت على إثرها أكاديمية العلوم الملكية في تورين - ايطاليا للإستاذ هرمز رسام جائزة برازا

باب بلاوات او باب قصر الملك شلمنصر الثالث المبينة في الصورة ادناه مصنوعة من خشب الأرز و ثمان أحزمة من البرونز التي نقشت عليها صور حملات الملك شلمنصر بصور دقيقة عثر عليها الأستاذ هرمز رسام أثناء تنقيباته في بلاوات بطول سبع امتار و قد اكتشفت بوابتين نرى إحداهما بالصورة و الثالثة وجدها السير ماكس مالوان

نسبت الكثير من كتشافات رسام إلى كادر المتحف البريطاني، و في العام 1893 رفع هرمز رسام دعوى على امين المتحف البريطاني بدعوى القذف و التشهير حيث اتهمه الأخير بالمتاجرة بالآثار و حكمت المحكمة لصالح رسام و اعتبرت تصريحات امين المتحف البريطاني غير أخلاقية و اعتذر الامين لهرمز رسام.

 

توفي الأستاذ هرمز رسام عام 1910 عن عمر ناهز الـ 84 سنة و للاسف لم ينل التقدير الذي يستحقه خاصة و انه هو من إكتشف ملحمة كلكامش اقدم قطعة أدبية بالعالم

علي طالب

bottom of page