إيتانا و النسر
صورة مستوحاة من ختم إسطواني تظهر إيتانا على ظهر النسر رسم علي طالب
كان النسر يكره الثعبان
لكنهما بفضل شمش تابا و عقدا عهدا بينهما
و اديا القسم امام شمش قائلين:
" من يتعدى حدود الإله شمش عسى يصيبه بالشر على يد الجلاد
من يتعدى على حدود الإله شمش عسى ان تسد الجبال ممراتها في وجهه
و عسى ان تصيبه السهام في الصميم
و عسى ان يطيح به و يمسكه الفخ و كذلك لعنة شمش "
و بعد ان اديا القسم نهضا و ذهبا إلى الجبل
و أصبحا صديقين
فعندما يصطاد النسر ثور الوحش
كان الثعبان ياتي ليأكل ثم ينصرف لتأكل صغاره
و عندما يصطاد الثعبان عنز الجبل
كان النسر ياتي ليأكل ثم ينصرف لتأكل صغاره
فالحمد لشمش الذي يحاسب المجرمين و العصاة
و يطرد الأثم إلى العالم الاسقل
و يرفع المنكوب من نهر خبر
يا من تنهال ضربات سلاحك على الشرير و لا يمكن لاحد إنقاذه
فأبوه لا يهب لنجدته و حين يحكم عليه القاضي فأن أخوته لا ينصرونه
و فاجأ بقيد نحاسي يقيده
إنك تحطم مخالب الوغد الماكر و تقوض اسمه
إنك تلقي بالقاضي الأهوج في غياهب السجون و الذي قبل الرشوة
و أضل العدالة و توقع العقوبة
و الذي لم يقبل الرشوة فأرذاك تطيل عمره
مر زمن طويل كبر خلاله صغار النسر
فنهضا روح الشر النسر و دبر مكيدة في قلبه
ثم راح يفكر في التهام صغار الثعبان
و عندئذ قتح الثعبان فاه:
" إنني سوف آكل صغار الثعبان
وسوف لا يستطيع الثعبان أن يمسكني
لأني سوف اصعد إلى السماء لأقيم هناك
و لا أنزل إلا على قمم الأشجار لآكل الثمار "
فقال النسر الصغير لأبيه:
" إياك يا أباه ان تاكلهم، فشرك شمش سوف يمسكك
و ان فخ و لعنة شمش تطيح بك و تمسكك
و من يتعدى حدود الاله شمش يصيبه بالشر على يد الجلاد "
لم يستمع النسر إلى كلمات ابنه
فنزل و إلتهم صغار الثعبان
فلما عاد الثعبان إلى حجره و لم يجد صغارهفتش عنهم في كل مكان
ولكن دون جدوى
و عندئذ استبد به الحزن و الأسى و سالت من عينيه الدموع
فذهب باكيا إلى الإله شمش و قال له:
" لقد وضعت ثقتي بك أيها الإله شمش
انا من جانبي بادلت النسر حسن النية
خشيت القسم بإسمك و أحترمته
ان عشه لم يصب بسوء
و هاهو عشي تناثر و صغاره عاشت بسلام
بينما صغاري ليس لهم وجود
لقد نزل و أكل أبنائي
انت تعلم يا شمش مفدار ما ألحقه بي من ضرر
فعسى ان لا ينجو المس من شركك "
غض الإله شمش حينسمع هذا الكلام
و قرر الإنتقام للثعبان و قال له:
" خذ الطريق و اصعد إلى الجبل
سوف تجدني قد ربطت لك ثور الوحش هناك
افتح جوفه و شق كرشه و اتحذ من كرشه مقرا لك
فطيور السماء على أختلافها ستأكل من لحمه
و سوف ينزل النسر ليأكل اللحم معهم
و طالما انه لا يعرف شيئا عن مصيره السيئ
فانه سيمضي في البحث عن طازج اللحم متلمسا طريقه إلى الجوف
و عندما يصل جوفه إمسك جناحيه و حطمهما
و كذلك مخالبه و انتف ريشه و القه في حفرة
ثم دعه يموت ميتة الجوع و العطش "
ففعل الثعبان ما امره به شمش
حتى إذا كا وصل إلى جوف ثور الوحش
جاء النسر و اراد ان يأكل من اللحم
حذره ابناءه من انه شرك شمش
و ان الثعبان يختبأ في جوف ثور الوحش
مرة ثانية لم يستمع النسر لنصح ابناءه
فنزل عند الثور عندها هجم عليه الثعبان
امسك بجناحبه و قال له غاضبا:
" ألست الذي دخل عشي و خربه؟؟
ألست الذي دخل إلى عشي و خربه ؟؟ "
أدرك النسر انه في الشرك و ان عقاب شمش قد وقع عليه
فتوسل الثعبان و قال:
" إرحمني! إرحمني! سوف أعطيك هدية للزواج تليق بعريس "
" إن أطلقت سراحك فماذا سأقول للاله شمش في الأعالي
عقوبته سوف ترد إلي "
هجم الثعبان النسر و حطم جناحيه و مخالبه و القاه في الحفرة
فإستغاث النسر بالإله شمش و طلب الرحمة و الخلاص منه
لكن اله العدل أحزنه ما قام به النسر
ثم رق قلبه ووعده بأن يرسل له من يخلصه
كان إيتانا ملك كيش في تلك الأزمان عقيما
كان يزور معبد شمش و يكيل له الدعوات:
" لقد أكلت يا شمش من نعاجي المسمنة
حتى شربت الارض من دم نعاجي و حملاني
لقد قمت بكل ما يليق بالآلهة من قدسية و أحترام
و بجلت الارواح
و الكاهنات و العرافات قمن بما يلزم لقرابيني لعد ذبحها
فدعها تنطق يا الهي حتى تعرف ما فعلت
و من فمك أمنحني قدرة على أن انال نبات النسل
دلني على نبات الذرية
إرفع عني همومي و اجعل لي اسما
أجعل لي ابناءا يحملون اسمي من بعدي "
قال شمش:
" خذ طريقك و اعبر الجبل
حالما ترى حفرة تفحص داخلها
ففيها يكمن نسر هو الذي سيدلك على نبات النسل "
فقام إيتانا و هيأ نفسه لرحلة بعيدة و شق طريقه عبر الجبل
فوجد حفرة و فيها نسر كبير فقال له النسر:
- مالذي أتي بك إلى هنا؟؟
- يا صديقي اعطني نبات النسل
دلني على نبات النسل
أرفع عني همومي و اجعل لي اسما
فرح النسر و صفق بجناحيه المنكسرين فلم يقدر فأعانه إيتانا
أعان النسر ان يصفق بجناحيه ولكنه كان يضطرب
تامسر يحاول التصفيق و إيتانا يساعده
و حين إستطاع النسر ذلك خرج من الحفرة ز صفق باجنحته و قال:
- إلى العلى سأحملك .. إلى سماء آنو
فضع صدرك على صدري و يديك على ريش جناحي و ساعديك من حولي
ركب إيتانا على ظهر النسر لذي بدا مثل عملاق جوي مخيف
و احس النسر بثقل إيتانا ولكنه انطلق إلى الأعلى
و عندما حمله عاليا مسافة ساعة مضاعفة قال النسر لإيتانا:
- انظر يا صديقي كيف تبدو الارض
فإطلع ايتانا إلى البحر على جانبي إيكور
حيث الارض تبدو و كأنها تل
و البحر صار كأنه كاء في جدول
و عندما حمله مسافة ساعتين مضاعفتين قال النصر لايتانا
- انظر يا صديقي كيف تبدو الأرض
فنظر إيتانا فرأى الأرض كأنها حغرة الفلاح
و عندما صعدوا إلى سماء آنو وصلا إلى بوابة الثالوث المعظم
آنو و إنليل و إبا
قدم النسر و إيتانا فروض الطاعة فقال له آنو:
- مالذي اتى بك إلى هنا؟؟
- يا اعظم الآلهة .. لقد أتيت إليك من أجل نبات النسل
دلني عليه و ارفع عني همومي و اجعل لي اسما
سأدلك على النبات لكي يخلفك ولدك على العرش
و أعطى آنو النبات السماوي للإيتانا فشكره
ورجع هو والنسر إلى الأرض
وهبط ساعة مضاعفة إلى الأسفل
لقد نزل النسر و ما زال إلى جنبه
ثم هبط ساعتين مضاعغتين إلى الأسفل
نزل النسر و ما زال هو إلى جانبه
ثم هبط النسر و ما زال هو إلى جانبه
لقد سقط النسر و ما زال هو إلى جانبه
عاد إيتانا إلى كيش و أكل من نبات النسل
غأنجب ولده بالخ من زوجته مودام
الذي حكم اربعمائة عام
ثم انتقلت الملوكية إلى إي - انا في اوروك
علي طالب
المصدر/ إنجيل بابل للدكتور خزعل الماجدي
آكل